الأحد، 28 سبتمبر 2014

حكم حلق الشعر والأظافر لمن اراد أن يضحي لفضيلة الشبخ عبدالله آل محمود

ما حكم حلق الشعر والأظافر 
     
السؤال:
ما حكم حلق الشعر والاظافر


الجواب:
حكم حلق الشعر وقلم الأظافر لمن أراد أن يضحِّي
بقلم فضيلة الشيخ: عبد الله بن زيد آل محمود " رحمه الله تعالى ".

لقد أكثر الناس من السؤال عن حلق الشعر وقلم الأظافر في عشر ذي الحجة، وذلك لمن أراد أن يضحي، فما الشيء الذي يجب اجتنابه في حقِّ من يضحي ؟ .

إن الأصل في ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أم سلمه ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي " .

والواقع أنَّ هذا الحديث ورد من طريق أم سلمه وحدها ، ولم يروه أحد من الصحابة غيرها ، وقد أنكرت عائشة ـ رضي الله عنها ـ على أم سلمة هذا الحديث مبينة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا في حق من أحرموا بالحج ، وذلك لكون أهل المدينة يهلون بالحج عند طلوع هلال ذي الحجة ، 
قالت : ولقد فتلت قلائد هدى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمتنع من شيء كان مباحاً أي لا من الطيب ولا من النساء ، ولا غير ذلك من شعره وأظفاره ـ قاله في المغني ـ ولقد مكث ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المدينة عشر سنين وهو يضحي عنه وعن أهل بيته ، ولم يثبت عنهم هذا النهي ، ومن المعلوم أن السيدة عائشة هي أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرف من أم سلمة بحديثه ، ولو كان هناك نهي للمضحي عن أخذ الشعر وقلم الظفر لما خفي عليها أبداً ، ولكان من لوازم هذا النهي أن يشتهر بين الصحابة ، ولم نعلم أن أحداً قال به ما عدا انفراد أم سلمة بحديثه . وقد عللوا هذا النهي بأنه تشبه بالمحرم ـ قاله في المغني ـ.

وقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ هو المعقول المطابق للحكمة ، إذ لا يمكن أن ينهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم عن أخذ الشعر وقلم الظفر ويبيح ملامسة النساء والطيب ، ولو كان هذا التشبه صحيحاً لوجب الكف عن الطيب والنساء ، ولم يقل بذلك أحد .

وقد اختلف الأئمة في هذه المسألة ، فقال أبو حنيفة : بجواز أخذ الشعر وقلم الظفر للمضحي بلا كراهة ، وذهب الإمام مالك والشافعي إلى أنه مكروه كراهة تنزيهية ، وذهب الإمام أحمد في الرواية الراجحة في مذهبه إلى أنه حرام ، اعتماداً منه على حديث أم سلمة ، فالقول بالتحريم هو من مفردات الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ التي خالف بها سائر الأئمة ، كما قال ناظمها :
في عشر ذي الحجة أخذ الظفر على المضحي حرموا والشعر

وقال في الإنصاف 4/109 : الراجح الكراهة لا التحريم ، اختاره القاضي وجماعة .
وعلى كلا القولين فإن الرجل والمرأة لو أخذ كل منهما من شعره أو قلم أظفاره وأراد أن يضحي فإن أضحيته صحيحة بلا خلاف، قاله في المغني بإجماع أهل العلم.

وقول الأئمة بكراهة أخذ الشعر هو تمشياًً منهم مع حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ وقد جرى من عادة الفقهاء أن ينقل بعضهم عن بعض فتتابعوا على القول بالكراهة ما عدا أبا حنيفة فقد قال : لا كراهة ولا تحريم في ذلك

وبمقتضى الترجيح يتبين أن قول عائشة ـ رضي الله عنها ـ هو أصح وأصرح ، حيث بيَّنت السبب المقتضي للنهي ، وكون أخذ الشعر وقلم الظفر هما من محظورات الإحرام ، والأدلة إذا تعارضت يقدم منها ما هو أقوى وأصح .

ونظير ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : تزوج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بميمونة وهو محرم ، فهذا الحديث مع كونه في البخاري ومسلم فقد عدَّه العلماء من أوهام ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ ورجَّحوا عليه ما رواه مسلم عن ميمونة نفسها أنها قالت : " تزوجني رسول الله ونحن حلالان " .

وقد قاله أيضاً أبو رافع ـ وهو البريد بين ميمونة ورسول الله ـ إذ قال : إنما تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال وبنى بها بسرف ، وهو المكان الذي توفيت فيه ـ رضي الله عنها ـ .

والحاصل أنَّ هذا الحديث عن أم سلمة قد انقلب عليها ، حيث إن أهل المدينة يحرمون بالحج عند مستهل ذي الحجة ، فسمعت أم سلمة من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه نهى عن حلق الشعر ، وقلم الظفر حتى ينحر أضحيته ، لكون دم النسك يسمى " أضحية " ، كما في البخاري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضحى عن نسائه بالبقر ، يعني بذلك دماء النسك ، فانقلب هذا الحديث على أم سلمة كما فهمته عائشة .

والصحيح أنه لا تحريم ولا كراهة في حلق الشعر وقلم الظفر لمن أراد أن يضحي ، كما لا تحريم في ملابسة النساء وفي الطيب .

وقد قالوا : إنَّ النهي محمول على الكراهة ، فإن هذه الكراهة تزول بأدنى حاجة ، إذ هي كراهة تنزيه يثاب الإنسان على تركها ولا يعاقب على فعلها عكس المستحب الذي يثاب الإنسان على فعله ولا يعاقب على تركه ، وأبعد الأقوال عن الصواب قول من يدَّعي التحريم .

فما شاع في بعض البلدان على ألسنة العامة من قولهم: أن من أراد أن يضحي، وَجَب عليه أن يحرم فهذا مما لا صحة له إطلاقاً إذ لا إحرام إلا لمن أراد الحج أو العمرة، وليس على أحد في غيرها إحرام

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

بين الامام ابن القيم عشرة مزايا للوقوف في يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة

بيَّن الإمام ابن القيِّم رحمه الله عشر مزايا للوقوف في يوم عرفة إذا وافق يوم جمعةٍ. 
 قال رحمه الله في زاد المعاد (1/60-64): "الصَّواب أنَّ يوم الجمعة أفضل أيَّام الأسبوع، ويوم عرفة ويوم النَّحر أفضل أيَّام العام، وكذلك ليلة القدْر وليلة الجمعة.
ولهذا كان لوقفة الجمعة يوم عرفة مزيَّة على سائر الأيام من وجوه متعددة:

أحدها: اجتماع اليومين اللذين هما أفضل الأيام.

الثاني: أنَّه اليوم الذي فيه ساعة محقَّقة الإجابة، وأكثر الأقوال أنَّها آخر ساعةٍ بعد العصر، وأهل الموقف كلُهم إذ ذاك واقفون للدُعاء والتضرُع.

الثالث: موافقته ليوم وقفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

الرابع: أنَّ فيه اجتماع الخلائق من أقطار الأرض للخطبة وصلاة الجمعة، ويوافق ذلك اجتماع أهل عرفة يوم عرفة بعرفة، فيحصل من اجتماع المسلمين في مساجدهم وموقفهم من الدُّعاء والتضرُّع ما لا يحصل في يومٍ سواه.

الخامس: أنَّ يوم الجمعة يوم عيدٍ، ويوم عرفة يوم عيد لأهل عرفة، ولذلك كره لمن بعرفة صومه وفي النسائي عن أبي هريرة قال نهى رسول الله  عن صوم يوم عرفة بعرفة.
وفي إسناده نظر؛ فإنَّ مهدي بن حرب العبدي ليس بمعروف، ومداره عليه.
ولكن ثبت في الصَّحيح من حديث أم الفضل: أنَّ ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله ، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائمٍ، فأرسلت إليه بقدح لبنٍ، وهو واقف على بعيره بعرفة فشربه...
والمقصود أنه إذا اتفق يوم عرفة ويوم جمعة فقد اتَّفق عيدان معًا.
 
اﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃﻧﻪ ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﻴﻮﻡ ﺇﻛﻤﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﺇﺗﻤﺎﻡ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ " ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ " ﻋﻦ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻗﺎﻝ: ( «ﺟﺎء ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺁﻳﺔ ﺗﻘﺮءﻭﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻜﻢ ﻟﻮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻧﺰﻟﺖ ﻭﻧﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ اﻟﺬﻱ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﻻﺗﺨﺬﻧﺎﻩ ﻋﻴﺪا، ﻗﺎﻝ: ﺃﻱ ﺁﻳﺔ؟ ﻗﺎﻝ: {اﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﺃﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ اﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ} 
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ: ﺇﻧﻲ ﻷﻋﻠﻢ اﻟﻴﻮﻡ اﻟﺬﻱ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ، ﻭاﻟﻤﻜﺎﻥ اﻟﺬﻱ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ، ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ، ﻭﻧﺤﻦ ﻭاﻗﻔﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺮﻓﺔ»  .

السَّابع: أنه موافق ليوم الجمع الأكبر والموقف الأعظم يوم القيامة؛ فإنَّ القيامة تقوم يوم الجمعة، كما قال النبيُّ : ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعةٌ لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلاَّ أعطاه إياه))…
فهكذا يتذكر الإنسان بأعظم مواقف الدنيا وهو يوم عرفة الموقف الأعظم بين يدي الربِّ سبحانه في هذا اليوم بعينه ولا يتنصَّف حتى يستقرَّ أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم.

الثامن: أنَّ الطاعة الواقعة من المسلمين يوم الجمعة وليلة الجمعة أكثر منها في سائر الأيام، حتى إنَّ أكثر أهل الفجور يحترمون يوم الجمعة وليلته، ويرون أنَّ من تجرَّأ فيه على معاصي الله عز وجل عجل الله عقوبته ولم يمهله، وهذا أمر قد استقرَّ عندهم، وعلموه بالتجارب، وذلك لعظم اليوم وشرفه عند الله واختيار الله سبحانه له من بين سائر الأيام، ولا ريب أنَّ للوقفة فيه مزيَّةٌ على غيره.

التَّاسع: أنَّه موافقٌ ليوم المزيد في الجنَّة، وهو اليوم الذي يجمع فيه أهل الجنة في وادٍ أفيحٍ، وينصب لهم منابر من لؤلؤٍ، ومنابر من ذهبٍ، ومنابر من زبرجدٍ وياقوتٍ، على كثبان المسك، فينظرون إلى ربهم تبارك وتعالى، ويتجلَّى لهم فيرونه عيانًا، ويكون أسرعهم موافاة أعجلهم رواحًا إلى المسجد، وأقربهم منه أقربهم من الإمام)).
فأهل الجنة مشتاقون إلى يوم المزيد فيها لما ينالون فيه من الكرامة وهو يوم جمعة فإذا وافق يوم عرفة كان له زيادة مزيَّةٍ واختصاصٍ وفضلٍ ليس لغيره.

العاشر: أنه يدنو الرَّبُّ تبارك وتعالى عشيَّة يوم عرفة من أهل الموقف، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: (ما أراد هؤلاء! أشهدكم أني قد غفرت لهم)، وتحصل مع دنوِّه منهم تبارك وتعالى ساعة الإجابة التي لا يرد فيها سائلا يسأل خيرا، فيقربون منه بدعائه والتضرُّع إليه في تلك الساعة، ويقرب منهم تعالى نوعين من القرب.
أحدهما: قرب الإجابة المحققة في تلك الساعة.
والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة ومباهاته بهم ملائكته، فتستشعر قلوب أهل الإيمان هذه الأمور، فتزداد قوَّةً إلى قوَّتها وفرحًا وسرورًا وابتهاجًا ورجاءًا لفضل ربها وكرمه.
فبهذه الوجوه وغيرها فُضِّلَت وقفة يوم الجمعة على غيرها.

وأمَّا ما استفاض على ألسنة العوام بأنَّها تعدل ثنتين وسبعين حجَّة فباطلٌ، لا أصل له عن رسول الله ، ولا عن أحد من الصَّحابة والتابعين، والله أعلم".بعد  المزاياالعشر هل عزمت  للذهاب للحج ؟

تربية الأطفال

الدكتوره دعاء الراوي:

🍄قبل أن تيقظوا أطفالكم.. اجلسوا بجوارهم لثلاث دقائق، اقرأوا بصوت منخفض آية الكرسي، والمعوذات، ثم أيقظوهم بهدوء، وأكثروا من التسبيح بدل الصراخ

🍄اجلسي بجوار أبناءك قبل النوم لدقائق.. أخبريهم أنك تحبينهم.. احضنيهم.. فكري لهم في فكرة مشجعة للغد.. حتى يناموا متأملين، ويستيقظوا نشطين

🍄لا تسمحوا لأطفالكم بمشاهدة التلفاز (او الايباد) مباشرة عند الاستيقاظ.. حيث تكون بؤرة العين في اتساع بعد الاستيقاظ، وقد تضرها تلك الأشعة

🍄تدليك طفلك يمكن أن يساعد على تهدئته، ويساعد على الهضم، ويحسن من عادات نومه، كما أنه ينمى الصلة العاطفية بينكما، فلا تحرميه من تلك اللمسات

🍄الطفل صاحب الأخلاق العالية والسلوك القويم نتيجة طبيعية لاحترام متبادل بين الزوجين.. والعكس صحيح

🍄السماح للأطفال بالنوم مع الأب والأم مرة في الأسبوع أو في العطلات، يعمق التواصل الروحي معهم.. ويزيل عنهم أوهاما كثيرة حول علاقة الأب بالأم

🍄أكثروا من استخدام العبارات التالية مع أطفالكم: إنني فخور بك، أنت شخص رائع، ما هو رأيك في .. ؟ ، هل يمكنني مساعدتك ؟؟

🍄الحوار المقنع غيرالمؤجل من أنجح الأساليب عند ظهور موقف عناد من طفلك لأن إرجاء الحوارإلى وقت آخر يُشعرالطفل أنه قد ربح المعركة دون وجه حق

🍄اطلبوا من أطفالكم التوقف عن البكاء قبل تلبية حاجتهم.. أي كانت.. حتى لا يعتاد على البكاء كسلوك للإلحاح والطلب

🍄اجلسي إلى جانب سرير طفلك أثناء نومه قبل ايقاظه، احمليه واحضنيه ليسيقظ على أقوى لحظات الحب والحنان

🍄أكثروا من الأقوال التي تحبب أطفالكم بالله.. الله يرزقنا، الله يحبكم فمتى ما نشأ الطفل على حب الله، خاف من عصيانه، فحسن عمله وتميز بين أقرانه

🍄يامن حفظت موسى في اليم وهو رضيع.. احفظ أولادنا وبناتنا من الغرق في فتن الحياة وملذاتها.. وارزقنا يا الله أولادا صالحين بارين أمين

🎋🎋🎋🎋🎋🎋🎋🎋🎋

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

تذكرة

أذا شفت نفسك فاضي احضر كل يوم محاضره من جوالك صدقني راح تستفيد وبدون اي جهد
 الدال على الخير كفاعله " 

البداية والنهاية 
http://rb2.in/9iz
الذي يراك حين تقوم 
http://rb2.in/9iD
أين دارك غداً ؟ 
http://rb2.in/9iF
لمن كان له قلب 
http://rb2.in/9hz
السلاح المعطل
http://rb2.in/9hA
الصاخة 
http://rb2.in/9hB
تدنيس القرآن 
http://rb2.in/9hC
توبة صادقة 
http://rb2.in/9hD
حادثة الفيل 
http://rb2.in/9hE
حوادث على الطريق 
http://rb2.in/9hF
خالد بن الوليد 
http://rb2.in/9hG
رأيت النبي يبكي
http://rb2.in/9hH
رجال الفلوجة 
http://rb2.in/9hI
رسالة إلى مُحب الأغاني 
http://rb2.in/9hJ
زوجوا الشباب 
http://rb2.in/9hK
الصلاة تشتكي 
http://rb2.in/9hL
صرخة عبر تقنية 
http://rb2.in/9hM
طوبى للغرباء 
http://rb2.in/9hN
طول الأمل 
http://rb2.in/9hO
عجباً للمؤمنين 
http://rb2.in/9hP
عذراً رمضان 
http://rb2.in/9hQ
غربة صائم 
http://rb2.in/9hR
فاعتبروا يا أولي الأبصار 
http://rb2.in/9hS
قل لي من تُصاحب 
http://rb2.in/9hT
قوافل العائدات 
http://rb2.in/9hU
قوافل العائدين 
http://rb2.in/9hV
المؤمن بين الإخلاص والرياء 
http://rb2.in/9hX
كونوا مع الصادقين 
http://rb2.in/9ia
لا تجلبي العار 
http://rb2.in/9ic
لبيك اللهم لبيك 
http://rb2.in/9id
لكم الله 
http://rb2.in/9ie
لم تقولون مالا تفعلون ؟ 
http://rb2.in/9if
مالذي يبكيك ؟ 
http://rb2.in/9ig
متفائلون 
http://rb2.in/9ih
محاسبة النفس 
http://rb2.in/9ii
مشهد عظيم 
http://rb2.in/9ij
الملتقى الجنة 
http://rb2.in/9ik
مفاتيح البركة 
http://rb2.in/9il
مُفرق الجماعات 
http://rb2.in/9im
من حال إلى حال 
http://rb2.in/9in
نجاة أهل الصدق 
http://rb2.in/9hY
البداية والنهاية 
http://rb2.in/9iz
الذي يراك حين تقوم 
http://rb2.in/9iD
أين دارك غداً ؟ 
http://rb2.in/9iF
جزى الله خيرا من أعان على نشرها
قصه موثقه وحقيقيه 
http://bb1.co/XS6b
خالد الراشد - وفاة الرسول
http://bb1.co/USGK
قصه على طريق الرياض
http://bb1.co/uzTT
قصه رجل كان يصلي لغير الله
http://bb1.co/GsGc
خالد الراشد مآسآه ام 
http://bb1.co/PtId
قصه الشيطان مع ابو هريره
http://bb1.co/bdk7
قصه شاب لا يصل 20 عمره
http://bb1.co/dVS5
قصة حب ولد مع ولد - مهم لشباب
http://bb1.co/gXit
قصه _ بعنوان وان تعدو نعمة الله لا تحصوها
http://bb1.co/7ZHf
قصه _ ابو بكر وعمر الفاروق رضي الله عنهم
http://bb1.co/Oijg
قصه المستهزى بالدين _ صالح المغامسي
http://bb1.co/yPM2
قصه _ المؤذن الذي ارتدا عن دينه
http://bb1.co/LGqo
قصه _ امرآه فرعون - مؤثر جداَ
http://bb1.co/algA
قصه _ ضحيه ذئاب بشري
http://bb1.co/sDU4
قصه فتاة السجن
http://bb1.co/Z5II
آمرآه تسابق الرسول للجنه
http://bb1.co/9aQt
مشعل العتيبي _ اذلهم الله
http://bb1.co/GQL1
قصه _ نصرانيه اسلمت
http://bb1.co/Jy2u
قصه _ وقفناك وقدمناه - عبد المحسن الاحمدي
http://bb1.co/dm8t
قصه المغنية
http://bb1.co/h78y
وفد من الجن
http://bb1.co/Pbzq 
قصه التــآخيرعن الصلاه
http://bb1.co/tUyH
الشاب وقصته مع الادز
http://bb1.co/Nd6b
فتـآه الكليـة 
http://bb1.co/pqke
مــآريـآ 
http://bb1.co/cflg
العجوز الساحره
http://bb1.co/PSSY
تسع سنوات قاطع الصله بينه بين ربه
http://bb1.co/7BJA
دمعه آب
http://bb1.co/57RL
الفتاه السجينه
http://bb1.co/6qyN
ليسى بوجه كذآب
http://bb1.co/itre
ابا الدرداء 
http://bb1.co/iYKj
انتي افضل من الحور العين 
http://bb1.co/QjUa
حاسب نفسك
http://bb1.co/y8eT
اتعرف من الرجل
http://bb1.co/cPlh
صهيب 
http://bb1.co/1JjA
عقبه 
http://bb1.co/eeJo
ابن الحارثه
http://bb1.co/TqNi
مشهد عظيم
http://bb1.co/C9yr
وصف نساء الجنه 
http://bb1.co/TcG1
قصــه ام محمد-الجزاء الاول 
http://bb1.co/xHu6
قصــه ام محمد-الجزاء الثاني
http://bb1.co/9dpH
قصه فتـآه تـآئبه
http://bb1.co/Eqr9
آكثر سكان النار ( النسـآء ) والسبب !!
http://bb1.co/f96
قصه فيصل وآخوه صـآلح
http://bb1.co/3FM
قصه الفتـآه المظلومة
http://bb1.co/Vn7
قصه فتـآه مع شاب والترقيم
http://bb1.co/grgZ
قصه سعيد ابن الحرب
http://bb1.co/k66
قصه الخادمة الساحره
http://bb1.co/cxxJ

مررها لاتقف عندك واجعلها صدقه جاريه لك ولي ولوالديناااا . .😎

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

الرفق في واحة الشعر

الرِّفق في واحة الشعر

قال الشاعر:

الرِّفقُ ممن سيلقَى اليمنَ صاحبُه
والخُرقُ منه يكونُ العنفُ والزللُ
والحزمُ أن يتأنى المرءُ فرصتَه
والكفُّ عنها إذا ما أمكنتْ فشلُ
والبرُّ للهِ خيرُ الأمرِ عاقبةً
واللهُ للبرِّ عونٌ ماله مثلُ
خيرُ البريَّةِ قولًا خيرُهم عملًا
لا يصلحُ القولُ حتى يصلحَ العملُ

وقال القاضي التنوخي:
القَ العدوَّ بوجهٍ لا قطوبَ به
يكادُ يقطرُ مِن ماءِ البشاشاتِ
فأحزمُ النَّاسِ مَن يلقَى أعاديَه
في جسمِ حقدٍ وثوبٍ مِن موداتِ
الرِّفقُ يمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُه
وكثرةُ المزحِ مفتاحُ العداواتِ

وقال منصور بن محمد الكريزي:
الرفقُ أيمنُ شيءٍ أنت تتبعُه
والخرقُ أشأمُ شيءٍ يقدُمُ الرِّجلا
وذو التثبتِ مِن حمدٍ إلى ظفرٍ
مَن يركبِ الرِّفقَ لا يستحقبِ الزَّللا

وقال النابغة:
الرِّفقُ يمنٌ والأناةُ سلامةٌ
فاستأنِ في رفقٍ تلاقِ نجاحًا

وقال أحمد بن موسى الأزرق:
وزِنِ الكلامَ إذا نطقتَ، فإنَّما
يُبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ
لا أُلفينَّك ثاويًا في غربةٍ
إنَّ الغريبَ بكلِّ سهمٍ يُرشقُ
لو سار ألفُ مدجَّجٍ في حاجةٍ
لم يقضِها إلا الذي يترفَّقُ

وقال مسلم بن الوليد:
ينالُ بالرِّفق ما يعيا الرجالُ به
كالموتِ مستعجلًا يأتي على مهلِ

وقال محمد بن حبيب الواسطي:
بنيَّ إذا ما ساقك الضرُّ فاتئدْ
فللرِّفقُ أولى بالأريبِ وأحرزُ
فلا تَحْمَينْ عند الأمورِ تعزُّزًا
فقد يورثُ الذُّلَ الطويلَ التعززُ

وقال آخر:
خذِ الأمورَ برفقٍ واتئدْ أبدًا
إياك مِن عجلٍ يدعو إلى وصبِ
الرفقُ أحسنُ ما تُؤتَى الأمورُ به
يصيبُ ذو الرفقِ أو ينجو مِن العطبِ

وقال المنتصر بن بلال:
وعليك في بعضِ الأمورِ صعوبةٌ
والرِّفقُ للمستصعباتِ مِرانُ
وبحسنِ عقلِ المرءِ يثبتُ حالُه
وعلى المغارسِ تُثمرُ العيدانُ

وقال أبو الحسن الربعي:
الرِّفقُ ألطفُ ما اتخذتَ رفيقَا
ويسوءُ ظنُّك أن تكونَ شفيقا
فخذِ المجازَ مِن الزمانِ وأهلِه
ودعِ التعمقَ فيه والتحقيقا
وإذا سألتَ اللهَ صحبةَ صاحبٍ
فاسألْه في أن يصحبَ التوفيقا
وانظرْ بعينِك حازمًا متعذرًا
في حيثُ شئتَ وعاجزًا مرزوقا

الدرر السنية 




نماذج من رفق النبي ﷺ والصحابة الكرام

- كان النَّبي صلى الله عليه وسلم رفيقًا هيِّنًا ليِّنًا سهلًا، في تعامله، وفي أقواله وأفعاله، وكان يحب الرِّفق، ويحث النَّاس على الرِّفق، ويرغِّبهم فيه، فعن عبادة بن شرحبيل قال: ((أصابنا عام مخمصة، فأتيت المدينة، فأتيت حائطًا من حيطانها، فأخذت سنبلًا ففركته فأكلته، وجعلته في كسائي، فجاء صاحب الحائط، فضربني وأخذ ثوبي، فأتيت النَّبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال للرجل: ما أطعمته إذ كان جائعًا، أو ساغبًا، ولا علمته إذ كان جاهلًا، فأمره النَّبي صلى الله عليه وسلم، فردَّ إليه ثوبه، وأمر له بوسق من طعام، أو نصف وسق)) [1521] رواه ابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (3/273) (1654)، وابن الأثير في ((أسد الغابة)) (3/49). صحح إسناده الشنقيطي في ((أضواء البيان)) (1/141)، وصححه الألباني في ((صحيح ابن ماجه)) (1875).   .
- وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا بقومه رغم أذيتهم له، فعن عروة أنَّ عائشة رضي الله عنها زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنَّها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ ((قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يَالِيلَ بن عبد كُلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلَّم علي، ثُمَّ قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أُطبق عليهم الأخشبين [1522] الأخشبان: جبلا مكة. انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (2/357). ؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا [1523] رواه البخاري (3231) ومسلم (1795). .
- وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا في تعليمه للجاهل، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:((بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ مَهْ [1524] مه: اسم لفعل الأمر، ومعناه اكفف. انظر: ((مختار الصحاح)) للرازي (ص 300). . قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُـزْرموه [1525] لا تزرموه: أي لا تقطعوا عليه بوله. انظر: ((مختار الصحاح)) للرازي (ص 136). دعوه، فتركوه حتى بال، ثُمَّ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه، فقال له: إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنَّما هي لذكر الله عزَّ وجلَّ والصلاة وقراءة القرآن، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأمر رجلًا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنَّه عليه [1526] الشن: الصب المتقطع. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/242). )) [1527] رواه مسلم (285). .
- وعن معاوية بن الحكم السلمي قال: ((بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكْلَ أُمِّيَاه، ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلمَّا رأيتهم يُصمِّتونني لكني سكت، فلما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فو الله ما كهرني[1528] الكهر: الانتهار. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/154). ، ولا ضربني، ولا شتمني. قال: إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام النَّاس، إنَّما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)) [1529] صحيح مسلم (537). .
- كما أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يُبيِّن للناس الأمور بالرِّفق، ومن ذلك الشاب الذي طلب منه أن يأذن له بالزنى، فعن أبي أمامة قال ((إن فتى شابًّا أتى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ادْنُه، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: أتحبُّه لأمِّك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا النَّاس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ولا النَّاس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا النَّاس يحبونه لأخواتهم؟ قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا النَّاس يحبونه لعماتهم، قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا النَّاس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء)) [1530] رواه أحمد (5/256) (22265)، والبيهقي في ((الشعب)) (7/295). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (1/134): رجاله رجال الصحيح، وصحح إسناده الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (1/712)، وصححه الوادعي في ((الصحيح المسند)) (501). .
- وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا بنسائه، فعن أنس ((أن النَّبي صلى الله عليه وسلم أتى على أزواجه، وسَوَّاق يسُوقُ بهنَّ يُقال له: أَنْجَشَة، وكان يَحْدُو للإبل ببعض الشعر حتى تسرع على حِدَائه، فقال له النبي: ويحك يا أَنْجَشَة، رُوَيدًا سَوْقَك القوارير [1531] رويدًا أي مهلًا. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/154).)) [1532] رواه مسلم (2323). .
- كما أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يرفق بأبناء المسلمين، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الآخر، ثم يضمهما، ثم يقول: اللهم ارحمهما، فإنِّي أرحمهما)) [1533] رواه البخاري (6003). .
نماذج من رفق الصحابة رضي الله عنهم 
رفق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 
- عن زيد بن وهب قال: خرج عمر رضي الله عنه ويداه في أذنيه وهو يقول: يا لبيكاه يا لبيكاه، قال النَّاس: ما له؟ قال: جاءه بريد من بعض أمرائه أنَّ نهرًا حال بينهم وبين العبور ولم يجدوا سفنًا، فقال أميرهم: اطلبوا لنا رجلًا يعلم غور الماء. فأتي بشيخ فقال: إني أخاف البرد وذاك في البرد، فأكرهه فأدخله، فلم يلبثه البرد، فجعل ينادي: يا عمراه يا عمراه! فغرق، فكتب إليه فأقبل فمكث أيامًا معرضًا عنه، وكان إذا وجد على أحد منهم فعل به ذلك، ثم قال: ما فعل الرجل الذي قتلته؟ قال: يا أمير المؤمنين، ما تعمدت قتله، لم نجد شيئًا يعبر فيه، وأردنا أن نعلم غور الماء، ففتحنا كذا وكذا، وأصبنا كذا وكذا، فقال عمر رضي الله عنه: لرجل مسلم أحبُّ إليَّ من كلِّ شيء جئت به، لولا أن تكون سُنَّة لضربت عنقك، اذهب فأعط أهله ديته، واخرج فلا أراك [1534] رواه البيهقي في ((السنن الكبرى)) (8/559) (17555). .
- وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: (خرجت مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى السوق، فلحقت عمر امرأة شابَّة فقالت: يا أمير المؤمنين هلك زوجي، وترك صبية صغارًا، والله ما ينضجون كراعًا [1535] الكراع في الغنم والبقر بمنزلة الوظيف في الفرس والبعير، وهو مستدَقُّ الساقِ. انظر: ((الصحاح)) للجوهري (3/1275). ، ولا لهم زرع، ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع، وأنا بنت خُفاف بن إِيماء الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع النَّبي صلى الله عليه وسلم، فوقف معها عمر ولم يمض، ثُمَّ قال: مرحبًا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير [1536] بعير ظهير أي قوي. انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (1/152). كان مربوطًا في الدار، فحمل عليه غرارتين [1537] مثنى غرارة وهي ما يوضع فيها الشيء من التبن وغيره. انظر: ((عون المعبود)) للعظيم آبادي (8/147).   ملأهما طعامًا وحمل بينهما نفقة وثيابًا، ثم ناولها بخطامه، ثُمَّ قال: اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها، قال عمر: ثكلتك أمُّك، والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانًا فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء[1538] نستفيء من استفأت هذا المال أي أخذته فيئا، أي نطلب الفيء من سهمانهما. انظر: ((عمدة القاري)) لبدر الدين العيني (17/219). سهمانهما فيه) [1539] رواه البخاري (4160). .
- وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذهب إلى العوالي كل يوم سبت، فإذا وجد عبدًا في عمل لا يطيقه وضع عنه [1540] رواه مالك (2/980) (41). .
الدرر السنية 

صور الرفق

 الرِّفق بالنفس في أداء ما فرض عليه: 
المسلم لا يُحَمِّل نفسه من العبادة مالا تطيقه، فالإسلام دين يسر وسهولة، فالمتبع له يوغل فيه برفق، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الدين يسر، ولن يشادَّ [1497] المشادة في الشيء: التشدد فيه والمغالبة. انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (8/242). الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة، والروحة[1498] الغدوة: البكرة ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/116). الروحة: الوقت لما بين زوال الشمس إلى الليل. انظر: ((فتح الباري)) لابن الحجر (1/126). ، وشيء من الدُّلْجة [1499] الدُّلْجة: سير السحر. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (2/272). )) [1500] رواه البخاري (39) واللفظ له، ومسلم (2816). .
وعن عائشة رضي الله عنها: ((أنَّ الحولاء بنت تُوَيْتِ بن حبيب بن أسد ابن عبد العزَّى مرت بها، وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فقلت: هذه الحولاء بنت تويتٍ. وزعموا أنَّها لا تنام بالليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنام بالليل، خذوا من العمل ما تطيقون، فو الله لا يسأم الله حتى تسأموا[1501] سئم الشيء وسئم منه سآمة: مل. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (12/280).)) [1502] رواه مسلم (785). .
قال ابن القيم: (نهى النَّبي صلى الله عليه وسلم عن التشديد في الدين بالزيادة على المشروع، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ تشديد العبد، على نفسه هو السبب لتشديد الله عليه إما بالقدر وإما بالشرع. فالتشديد بالشرع: كما يشدد على نفسه بالنذر الثقيل، فيلزمه الوفاء به، وبالقدر كفعل أهل الوسواس. فإنهم شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد عليهم القدر، حتى استحكم ذلك، وصار صفة لازمة لهم) [1503] ((إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)) لابن القيم (1/132). .
2- الرِّفق مع النَّاس عامة: 
ويكون بلين الجانب وعدم الغلظة والجفاء، والتعامل مع النَّاس بالسَّمَاحَة، قال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنون هيِّنون ليِّنون، كالجمل الأنِفِ [1504] الأنف: الذليل المؤاتي. انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (23/45). ، إن قِيد انقاد، وإذا أُنيخ على صخرة استناخ [1505] أنخت الجمل: أبركته. انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (7/362). )) [1506] رواه ابن المبارك في ((الزهد)) (1/130)،والبيهقي في ((الشعب)) (10/447) (7777) من حديث مكحول مرسلا. ورواه القضاعي في ((مسنده)) (1/114)، والبيهقي في ((الشعب)) (10/448) (7778) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وقال البيهقي: المرسل أصح. وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6669). . وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله رفيق يحب الرِّفق في الأمر كلِّه)) [1507] رواه البخاري (6927)، ومسلم (2593). .
3- الرِّفق بالرعية: 
الراعي، سواء كان حاكمًا، أو رئيسًا، أو مسؤولًا، عليه أن يرفق برعيته، فيقضي حاجتهم، ويؤدِّي مصالحهم برفق، قال صلى الله عليه وسلم: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به)) [1508] رواه مسلم (1828). .
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ شرَّ الرِّعاء الحُطَمة [1509] الحطمة هو الراعي الذي لا يمكن رعيته من المراتع الخصيبة ويقبضها ولا يدعها تنتشر في المرعى. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (12/139). )) [1510] رواه مسلم (1830). .
(وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مثلًا لكل راع عنيف، قاس شديد لا رحمة في قلبه على رعيته من النَّاس، سواء أكان ولي أسرة، أو صاحب سلطان، صغرت دائرة رعيته أو كبرت، فشرُّ الرعاة من النَّاس على النَّاس هو الحطمة، الذي لا رفق عنده، ولا رحمة في قلبه تليِّن سياسته وقيادته، فهو يقسو ويشتد على رعيته، ويوسعهم عسفًا وتحطيمًا، ويدفعهم دائمًا إلى المآزق والمحرجات، ولا يعاملهم بالرِّفق والحكمة في الإدارة والسياسة)[1511] ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/341) بتصرف يسير. .
قال ابن عثيمين: (أما ولاة الأمور فيجب عليهم الرِّفق بالرعية، والإحسان إليهم، واتباع مصالحهم، وتولية من هو أهل للولاية، ودفع الشر عنهم، وغير ذلك من مصالحهم؛ لأنَّهم مسئولون عنهم أمام الله عز وجل) [1512] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (3/627). .
4- الرِّفق بالمدعوِّين: 
الداعية عليه أن يرفق في دعوته، فيشفق على النَّاس ولا يشق عليهم، ولا ينفِّرهم من الدين بأسلوبه الغليظ والعنيف، (وأولى النَّاس بالتَّخلُّق بخلق الرِّفق الدعاة إلى الله والمعلِّمون، فالدعوة إلى الله لا تؤثر ما لم تقترن بخلق الرِّفق في دعوة الخلق إلى الحق، وتعليم النَّاس لا يُؤتي ثمراته الطيبات ما لم يقترن بخلق الرِّفق الذي يملك القلوب بالمحبة) [1513] ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/340). . قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل: 125].
فيدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، ويتلطَّف مع العاصي بكلام ليِّن وبرفق، ولا يعين الشيطان عليه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبًا، فلا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه، تقولوا: اللهم أخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا الله العافية، فإنا- أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم- كنَّا لا نقول في أحد شيئًا حتى نعلم علام يموت؟ فإن خُتم له بخير علمنا أن قد أصاب خيرًا، وإن خُتم بشرٍّ خفنا عليه) [1514] رواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9/110) (8574)، وابن المبارك في ((الزهد)) (1/313) (896)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/205)، والبغوي في ((شرح السُّنَّة)) (13/137). قال الهيثمي في ((المجمع)) (6/250): رجاله ثقات، إلا أن عبيدة لم يسمع من أبيه. .
وانظر إلى رفق إبراهيم عليه السلام مع أبيهقَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [مريم: 46-47].
قال الشنقيطي: (بيَّن الله جل وعلا في هاتين الآيتين الكريمتين أنَّ إبراهيم لما نصح أباه النصيحة المذكورة مع ما فيها من الرِّفق واللين، وإيضاح الحق، والتحذير من عبادة ما لا يسمع ولا يبصر، ومن عذاب الله تعالى، وولاية الشيطان، خاطبه هذا الخطاب العنيف وسماه باسمه، ولم يقل له يا بني في مقابلة قوله له يا أبت، وأنكر عليه أنَّه راغب عن عبادة الأوثان، أي: معرض عنها لا يريدها؛ لأنَّه لا يعبد إلا الله وحده جل وعلا، وهدَّده جلَّ وعلا، وهدَّده بأنَّه إن لم ينته عما يقوله له ليرجمنه، قيل: بالحجارة، وقيل: باللسان شتمًا، والأول أظهر، ثم أمره بهجره مليًّا، أي: زمانًا طويلًا، ثُمَّ بيَّن أنَّ إبراهيم قابل أيضًا جوابه العنيف بغاية الرِّفق واللين، في قوله: قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي... [مريم: 47][1515] ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/427). .
5- الرِّفق بالخادم والمملوك: 
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: ((للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف، ولا يكلَّف من العمل إلا ما يطيق))[1516] رواه مسلم (1662). .
قال الشنقيطي: (فأوجب على مالكيهم الرِّفق والإحسان إليهم، وأن يطعموهم مما يطعمون، ويكسوهم مما يلبسون، ولا يكلفوهم من العمل ما لا يطيقون، وإن كلفوهم أعانوهم؛ كما هو معروف في السُّنَّة الواردة عنه صلى الله عليه وسلم مع الإيصاء عليهم في القرآن) [1517] ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/30). .
6- الرِّفق بالحيوان: 
فمن الرِّفق بالحيوان، أن تدفع عنه أنواع الأذى، كالعطش والجوع والمرض، والحمل الثقيل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 
((بينا رجل يمشي، فاشتدَّ عليه العطش، فنزل بئرًا، فشرب منها، ثُمَّ خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر)) [1518] رواه البخاري (2363). .
- وعن سعيد بن جبير قال: ((مرَّ ابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرًا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟! لعن الله من فعل هذا، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا [1519] الغرض: هدف يرمى فيه. انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (18/451). ))[1520] رواه مسلم (1958). .

الدرر السنية 

فوائد الرفق




1- طريق موصل إلى الجنة.
2- دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام.
3- يثمر محبة الله ومحبة النَّاس.
4- ينمِّي روح المحبة والتعاون بين النَّاس.
5- دليل على صلاح العبد وحسن خلقه.
6- بالرِّفق ينشأ المجتمع سالـمًا من الغل والعنف.
7- عنوان سعادة العبد في الدارين.
8- الرِّفق يزين الأشياء.
9- الرِّفق بالحيوان في إطعامه، أو ذبحه، من مظاهر الإحسان.
10- الرفق دليل على فقه الرفيق وأناته وحكمته.
11- الرِّفق ينتج منه حسن الخلق.
12- بالرِّفق ينال الإنسان الخير.

أقوال السلف والعلماء في الرفق




- (بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ جماعة من رعيته اشتكوا من عماله، فأمرهم أن يوافوه، فلما أتوه قام فحمد الله وأثنى عليه، ثُمَّ قال: أيها النَّاس، أيَّتها الرعية إنَّ لنا عليكم حقًّا، النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير، أيَّتها الرعاة إنَّ للرعيَّة عليكم حقًّا فاعلموا أنَّه لا شيء أحب إلى الله ولا أعز من حلم إمام ورفقه، ليس جهل أبغض إلى الله، ولا أغم من جهل إمام وخرقه، واعلموا أنَّه من يأخذ بالعافية فيمن بين ظهريه يرزق العافية ممن هو دونه) [1485] رواه الطبري في ((تاريخه)) (4/224). .
- و(روي أنَّ عمرو بن العاص كتب إلى معاوية يعاتبه في التأني فكتب إليه معاوية: أما بعد: فإنَّ التفهم في الخبر زيادة رشد، وإنَّ الرشيد من رشد عن العجلة، وإن الخائب من خاب عن الأناة، وإن المتثبت مصيب أو كاد أن يكون مصيبًا وإن العَجِل مخطئ أو كاد أن يكون مخطئًا، وأن من لا ينفعه الرِّفق يضره الخرق، ومن لا ينفعه التجارب لا يدرك المعالي) [1486] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/186). .
- وعن عروة بن الزبير قال: (كان يقال: الرِّفق رأس الحكمة) [1487] رواه ابن أبي شيبة (5/209) (25308)، ووكيع في ((الزهد)) (ص 776)، وأحمد في ((الزهد)) (ص 44)، وهناد في ((الزهد)) (2/653). .
- وعن الشعبي قال: (غُشي على مسروق في يوم صائف، وكانت عائشة قد تبنته فسمَّى بنته عائشة، وكان لا يعصي ابنته شيئًا، قال: فنزلت إليه فقالت: يا أبتاه، أفطر واشرب، قال: ما أردت لي يا بُنية؟ قالت: الرِّفق، قال. يا بنية، إنَّما طلبت الرِّفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)، وفي رواية: (إنَّما طلبت الرِّفق لتعبي).
- وقال سفيان لأصحابه: (تدرون ما الرِّفق؟ قالوا: قل يا أبا محمد، قال: أن تضع الأمور في مواضعها؛ الشدة في موضعها، واللين في موضعه، والسيف في موضعه، والسوط في موضعه) [1488] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/186). .
- قال وهب بن منبه: (الرِّفق ثني الحلم) [1489] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/186). .
- وعن قيس بن أبي حازم قال كان يقال: (الرِّفق يمن، والخرق شؤم) [1490] ((الزهد)) لهناد بن السري (2/654). .
- وعن حبيب بن حجر القيسيِّ قال: (كان يقال: ما أحسن الإيمان يزينه العلم، وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرِّفق)[1491] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/396)..
- وقال ابن القيم: (من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد الله عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفةٍ عامله الله بتلك الصِّفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه) [1492] ((الوابل الصيب)) لابن القيم (ص 35). .
- وقال ابن حجر: (لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرِّفق، إلا عجز وانقطع فيغلب)[1493] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/94). .
- وقال أبو حاتم: (الواجب على العاقل لزوم الرِّفق في الأمور كلها، وترك العجلة والخفَّة فيها، إذ الله تعالى يحب الرِّفق في الأمور كلها، ومن منع الرِّفق منع الخير ،كما أنَّ من أعطي الرِّفق أعطي الخير، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شيء من الأشياء على حسب الذي يحب، إلا بمقارنة الرِّفق ومفارقة العجلة) [1494] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 215). .
- وقال أيضًا: (العاقل يلزم الرِّفق في الأوقات، والاعتدال في الحالات؛ لأنَّ الزيادة على المقدار في المبتغى عيبٌ، كما أنَّ النقصان فيما يجب من المطلب عجز، وما لم يصلحه الرِّفق لم يصلحه العنف، ولا دليل أمهر من رفق، كما لا ظهير أوثق من العقل، ومن الرِّفق يكون الاحتراز، وفي الاحتراز ترجى السلامة، وفي ترك الرِّفق يكون الخرق، وفي لزوم الخرق تخاف الهلكة) [1495] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 216). .


الدرر السنية 

الترغيب في الرفق /ثانيا : من السنة النبوية

- عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((أن يهود أتوا النَّبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم. فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. قال: مهلًا يا عائشة، عليك بالرِّفق وإياك والعنف والفحش. قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في))[1474] رواه البخاري (6030). .
- وعن جرير رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (من يحرم الرِّفق يحرم الخير)[1475] رواه مسلم (2592). .
(يعني أنَّ الإنسان إذا حرم الرِّفق في الأمور فيما يتصرف فيه لنفسه، وفيما يتصرف فيه مع غيره، فإنَّه يحرم الخير كله، أي: فيما تصرَّف فيه، فإذا تصرَّف الإنسان بالعنف والشدة، فإنَّه يحرم الخير فيما فعل، وهذا شيء مجرَّبٌ ومشاهد، أنَّ الإنسان إذا صار يتعامل بالعنف والشِّدَّة؛ فإنَّه يحرم الخير ولا ينال الخير، وإذا كان يتعامل بالرِّفق والحلم والأناة وسعة الصدر؛ حصل على خيرٍ كثير، وعلى هذا فينبغي للإنسان الذي يريد الخير أن يكون دائمًا رفيقًا حتى ينال الخير) [1476] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (3/592). .
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به)) [1477] رواه مسلم (1828). .
و(قد يظن بعض النَّاس أنَّ معنى الرِّفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك، بل الرِّفق أن تسير بالنَّاس حسب أوامر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق بالنَّاس، ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإنَّك تدخل في الطرف الثاني من الحديث، وهو الدعاء عليك بأن يشق الله عليك) [1478] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (3/634). .
- وعنها أيضًا رضي الله عنها عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الرِّفق لا يكون في شيء إلا زانه [1479] الزين: ضد الشين. انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (35/162). ، ولا ينزع من شيء إلا شانه [1480] شانه يشينه شينا: ضد زانه، أي عابه. انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (35/299). )) [1481] رواه مسلم (2594). .
- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعطي حظه من الرِّفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرِّفق حرم حظه من الخير)) [1482] رواه الترمذي (2013) واللفظ له، وأحمد (6/451) (27593)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (464). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6055). . (إذ به تنال المطالب الأخروية والدنيوية وبفوته يفوتان) [1483] ((فيض القدير)) للمناوي (6/75). .
وهذه النصوص التي مرت معنا تدل (على أنَّ الرِّفق في الأمور، والرِّفق بالنَّاس، واللين، والتيسير، من جواهر عقود الأخلاق الإسلامية، وأنَّها من صفات الكمال، وأنَّ الله تعالى من صفاته أنَّه رفيق، وأنه يحب من عباده الرِّفق، فهو يوصيهم به ويرغبهم فيه، ويعدهم عليه عطاءً لا يعطيه على شيءٍ آخر. ويُفهم من النصوص أنَّ العنف شَيْن خلقي، وأنَّه ظاهرة قبيحة، وأنَّ الله لا يحبه من عباده) [1484] ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/339). .
المصدر الدرر السنية 

الترغيب في الرفق / أولا من القرآن

- قال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159].
(يقول تعالى مخاطبًا رسوله صلى الله عليه وسلم، ممتنًّا عليه وعلى المؤمنين فيما ألان به قلبه على أمته، المتبعين لأمره، التاركين لزجره، وأطاب لهم لفظه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْأي: أي شيء جعلك لهم لينًا لولا رحمة الله بك وبهم) [1470] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (2/148). .
- وقال سبحانه مخاطبًا الرسول: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء: 215](أي: ارفق بهم وألن جانبك لهم) [1471] ((معالم التنزيل)) للبغوي (6/207). .
- وقال سبحانه: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 43-44].
فقوله تعالى: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا (أي: سهلًا لطيفًا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف [1472] الصلف: مجاوزة القدر في الظرف والبراعة والادعاء فوق ذلك تكبرا. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (9/196). ، ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، لَّعَلَّهُبسبب القول اللين يَتَذَكَّرُ ما ينفعه فيأتيه، أَوْ يَخْشَى ما يضره فيتركه، فإنَّ القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه) [1473] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (506). .
المصدر  الدرر السنية 

معنى الرفق لغة واصطلاحا




معنى الرفق لغةً: 
الرِّفق ضد العنْف، وهو لين الجانب، ويقال: رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقًا، ومرفقًا: لان له جانبه وحسن صنيعه. ورَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ لطف ورفَقَ بالرجل وأَرْفَقه بمعنى وكذلك تَرفَّق به [1467] ((النهاية)) لابن الأثير (2/246)، ((لسان العرب)) لابن منظور (10/118)، ((المعجم الوسيط)) (1/362). .
معنى الرِّفق اصطلاحًا: 
قال ابن حجر في تعريف الرِّفق: (هو لين الجانب بالقول، والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف) [1468] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/449). .
وقال القاري: (هو المداراة مع الرفقاء، ولين الجانب، واللطف في أخذ الأمر بأحسن الوجوه، وأيسرها) [1469] ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (8/3170). .
الدرر السنية 

درس في التوريث القيادي

Bottom of Form

بقلم الشيخ أبوجرة |

درس في التوريث القيادي

24/07/2010 08:29:52.

 


-
صفحة التوريث القيادي : لمنع حدوث الاحتكاك بين جيل ما قبل الفتح وجيل ما بعد الفتح.
-
وصفحة مجتمع ما بعد تبوك : حيث الإيمان في تمدد والنفاق في انحسار، وحيث لم يبق في المعارضة إلاّ تسعة (09) نفر فقط كمنوا تحت موجة المد الإسلامي الكاسح بانتظار حروب الردة.

درس في التوريث القيادي


بعد فتح مكة أدرك رسول الله أن مكة مازالت تمثل "عاصمة" الزعامات العربية، وأن الأحق بإمارتها هو كبير زعمائها، أبو سفيان بن حرب، ولعله قد تطلع إلى هذا المنصب أزيد من مائة (100) زعيم كلهم يشتركون في ثلاث صفات:
-
التقدم في السن والتجربة، ممن حنكهم الظروف
-
الانتساب لقبائل ذات شوكة وصولة وحسب ونسب..
-
التساوي في الأقدمية الزمنية التحاقا بركب الإسلام (يوم الفتح).

لكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاجأ كل هاتيك الزعامات التي حاربت الإسلام واحدا وعشرين (21) عاما، من يوم "إقرأ باسم ربك" إلى يوم "إنا فتحنا لك فتحا مبينا" فتخطاها جميعا، وتجاوز كل شيوخ مكة وسادتها.. ووقع اختياره على شاب لم يتجاوز العشرين (20) عاما من عمره هو عتاب بن أسيد ليعطيه إمارة مكة المكرمة، ويضع تحت قيادته كل الزعامات القديمة، لسببين ظاهرين :
-
أنه لم يكن طرفا في الصراع، فعمره يساوي بالضبط عمر الدعوة،
-
أنه من بني أمية (حتى يسد به ثغرة التقول على بني عبد المطلب، فيقول المغرضون: لقد استعمل بني عمومته وهمش سادة بني أمية وشبابها؟؟) فأسكت بذلك الشيوخ والشباب والقبائل، وفتح بهذا الشاب صفحة جديدة من توظيف الكفاءات الشابة.. ثم وضع خطة لتوزيعهم، بعد هذه السابقة، على كل مناشط الحياة.

فكأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما شعر بدنوَّ أجله راح "يشبب" البنية الهيكلية للمجتمع الإسلامي.. ويعطي الإشارة لجيل التأسيس بأن عشرين (20) عاما من البناء (على تقوى من الله ورضوان) قد أنتجت جيلا جديدا من الشباب لابد من توظيف طاقاته في الفقه، والقراءة، والجهاد، والإمارة، والصحبة..
-
فأعطى لواء الفقه في الدين لسيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) وعمره لا يتجاوز الإثنين والعشرين (22) عاما.
-
وعقد لواء قيادة الجيش لأسامة بن زيد (رضي الله عنه) وعمره دون العشرين (20) عاما، وفي الجيش كبار الصحابة وعظماء الإسلام..
-
وفوّض..وقلّد..وأمر الشباب في كل المجالات..وكلها "تجديدات" في التوريث القيادي لإعادة هيكلة المجتمع الجديد،

وكأنه (صلى الله عليه وسلم) كان يؤصل للتوريث القيادي الذي لو تُرك لإجتهادات البشر لجمد الصف الأول على خط القيادة حتى "تتجدد" القيادة بالموت وما بعد الموت، لكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو العليم بدخيلة نفسيات البشر بما علمه ربنا تبارك وتعالى، وهو المدرك – من خلال حرص بعض الزعماء على الإمارة ولو على حجارة- كان يدرك أن "حب الظهور" نوع من أنواع إثبات الذات، لذلك تنبه إلى مخاطر مرض الزعامة فبادر إلى إيجاد مواقع متقدمة للشباب حتى لا يكون تقديمهم – من بعده- مزية من أحد أو تشريفا لمجرد أنهم شباب وأن من حقهم المشاركة، ولو رمزيا، لإعطاء دم جديد للقيادات المترهلة والزعامات الملتصقة بالكراسي، ليس بسبب كفاءاتها، وقدراتها، وإبداعاتها، ونصرتها لهذا الدين..بل لأنها وصلت أولا، وفي عقيدة بعض الزعماء أنهم إذا كانوا مقربين فأنهم مقربون من الكراسي وليس من جنات التعيم "على سرر متقابلين".

ليس هذا هو المهم، في موضوع الفرز التربوي اللازم بعد جوله يتحقق بعدها النصر أو تحيق بالمسلمين فيها الهزيمة، إنما المهم أن يدرك متصدرو الصفوف الأمامية درسين بالغي الأهمية في هذا الصدد، لأنهما مفتاحا كل نصر ومغلاقا كل هزيمة وهما:
الأول، مراجعة رصيد الإيمان : فبعد هزيمة المسلمين في أحد أصابهم الهمّ والغمّ..وشعر بعضهم بالمهانة والحزن.. فنزل قوله تعالى : "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين..".
-
فلا وهن..مع إيمان
-
ولا حزن..مع إيمان
-
بل هو استعلاء إيماني لحظة النصر ولحظة الهزيمة..
   
إذا كان رصيد الإيمان كافيا لمواصلة السير في طريق الدعوة دفاعا عن القيم وانتصارا للثوابت والمبادئ فذلك هو النصر الحقيقي..، لأن الهزيمة العسكرية جولة تجريبية قد تصبح تدريبا على الانتصارات المتوالية إذا استوعب أصحابها دروس الهزيمة، وبالمثل تماما، قد تمهد الانتصارات الكبرى لسلسلة من الهزائم الماحقة إذا لم يودَّ أصحابها واجبات الشكر وفروض العدل في الأرض، لذلك نزلت الآيات الكريمات – بعد انتصار المسلمين في بدر- مذكرة بضرورة مراجعة رصيد الإيمان : "فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين".
-
فمع النصر نحتاج إلى تقوى الله تجديدا وتثبيتا
-
ومع النصر نحتاج إلى إصلاح ذات بيننا : شكرا وتواضعا ومودة وأخوة..لإننا سوف نتنازع حول كيفيات اقتسام الغنائم وتسوء فيها أخلاقنا (كما صرح بذلك أحد صحابة رسول الله عندما اختلف الصحابة حول كيفيات اقتسام غنائم الحرب بعد انتصارهم على المشركين في بدر؟؟)
-
ومع النصر نحتاج إلى تجديد مفهوم طاعة الله في قلوبنا حتى لا نغترَّ بقوتنا وأعدادنا ومضاء شوكتنا وتوالي انتصارتنا، فننسى أن النصر، كل النصر، من عند الله : "وما النصر إلاّ من عند الله".

فاحفظ هذا الدرس المحوري، وراجع رصيدك الإيماني، بعد كل نصر وإثر كل هزيمة، فالنصر والهزيمة (أو الإنتصار والإنكسار) شريكان لك في رصيد الإيمان، وكلاهما مخوّل أن يسحب من رصيدك الإيماني أو يضيف إليه رصيدا جديدا  بغير تفويض منك – مع فرحة النصر أو مع صدمة الهزيمة- يسحب أو يضيف مبلغا قد يتسبب لك في الإفلاس الإيماني الكامل، فتصاب بالإحباط، وتيأس من رحمة الله..فيمسك السوء ويلوطك الكفر : "إنه لا ييأس مع روْح الله إلاّ القوم الكافرون" فتعيش كل حياتك متخبطا تتعامل مع الله بصك بلا رصيد. (فافهم). أو يضاف إلى رصيدك ما يرتع بك درجات عالية تؤطلك إلى تبوإ مقاعد المحتسبين : "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم لإإيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"

والثاني، الناس مشاعر وليسو طوبا : هكذا علمنا الإسلام، ولك أنت أن تتصور نفسك واقفا يوم فتح مكة مع ألفين (2000) من الناس، حاربوا الإسلام عشرين عاما ثم ها هم بين يدي رسول الله وجلين بانتظار قرار القائد الأعلى لقوات الفتح التي كان قوامها عشرة ألآف (10.000) مقاتلا كل واحد منهم أعطاه الله تعالى قدرة مائة (100) مقاتل.. لأنهم كانوا قوما صابرين : "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين".

ولأن هؤلاء المشركين قد وقعوا أخيرا بين يدي من حاربوهم واحدا وعشرين (21) عاما، ولأنهم كانوا "مجرمين" في حق الإسلام ومحاربين رسوله..فقد كان القرار المتوقع واحدا من إثنين، حسبما يفهم من سياق ما جاء في كتاب الله عن نهايات كل حرب تُضرب فيها الرقاب فإذا بلغت المعركة نهايتها فالأمر يصير – بيد المنتصرين- إلى واحد من إثنين :
-
فإما منَّا بعدُ
-
وإما فداء
لكن الرسول (صلى الله عليه وسلم) اختار أن تستمر أجواء فرحة الفتح بعيدا عن مشاعر "ضرب الأعناق"..وبعيدًا عن طلب الفدية..فقد اختار الرسول، هذه المرة، أن يكثّر سواد المسبحين (مع الداخلين في دين الله أفواجا).. أختار الاستغفار للذين أساؤوا التقدير في فهم حقيقة هذا الدين، أختار أن يجرجر شبه الجزيرة كلها إلى أن تركن إلى رحمة التواب الوهاب بالتسبيح والاستغفار : "إنه كان توابا".

وانطلقت الكلمة مدوية في أذن التاريخ : "إذهبوا فأنتم الطلقاء"، وحرر الإسلام رقابهم أجمعين بكلمة واحدة..وفي أقل من سبعين (70) يوما أنضم ألفان (2000) من الطلقاء إلى قائمة المجاهدين يوم حنين.. وهكذا.. وبكلمة واحدة حولتهم سماحة الإسلام من مجرد أرقام تنتظر التصفيات إلى طاقات عاملة لللإسلام، مدافعة عن حياضة منتصرة لدعوته..

فالدين المعاملة يا أخي، والناس –قبل أن يكونوا طينا وطوبا – كانوا عواطف وأحاسيس وخفقات قلوب..كانوا "نفخة من روح" طغت عليها جواذب الأرض فتحدّرت بها إلى ثقلة الطين..وإلى  مهاوي الرذيلة :
-
فكن أنت مع نفخة الروح منتصرًا لنداء الفطرة،
-
ولا تكن مع قبضة الطين متثاقلا إلى الأرض
والتوسط بينهما هو الإسلام، فإذا فقهت حقيقة هذا الدين أدركت أن الناس يقبلون عليه بسبب حسن معاملة أصحابه لهم وليس بسبب فصاحة ألسنتهم ومضاء أسلحتهم وكثرة أموالهم..فأحسن التعامل مع من يحيط بك من الناس وأشعرهم بأهميتهم عندك وتغاضى عن بعض أخطائهم وصححها بتواضع..و في أدب كريم، بعيدا عن لغة التشهير والفضيحة..وتجاوز عن بعض زلاتهم وأكرم عزيز قومه إذا  ذل..وتيقن أنك إن فعلت ذلك والتزمته منهاج حياة فإنك سوف تكون "صحابيا" بمعية الوجدان ولو فاتتك معية الزمان والمكان ذلك أن التربية الإيمانية ليست مرتبطة بالزمان ولا بللمكان..وإنما رباطها الوجدان، وميدان معركتها الفاصلة هي النفس البشرية – لذلك لم يقل ربنا عز وجل : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

إن مدار المعارك كلها إنما يقوم على حركة النفس البشرية، فإذا حسمت المعركة على مستوى الوجدان  تقرر حسمها على مستوى الزمان والمكان..وإذا أقمت "دولة الحق" في نفسك أقامها الله على الأرض.

 




 

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

أثر عظيم

أثرٌ عظيم صححه الإمام الألباني 
اقرأه و تدبره
---------------------------------
قال جبير بن نفير :

جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما،
فمر به رجل، فقال:

طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، 

والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت، 
وشهدنا ما شهدت.

فاستغضب !
فجعلتُ أعجب، ما قال إلا خيرا !

ثم أقبل إليه! فقال:

ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه، 

لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه،

والله لقد حضر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أقوامٌ كبهم الله على مناخرهم في جهنم

لم يجيبوه، ولم يصدقوه.

أولا تحمدون الله إذ أخرجكم 

لا تعرفون إلا ربكم،

مصدقين لما جاء به نبيكم، 

قد كفيتم البلاء بغيركم،

والله لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها فيه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية، ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان،

فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل،
وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى والده وولده أو أخاه كافرا، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان،

يعلم أنه إن هلك دخل النار،
فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار
وأنها للتي قال الله عز وجل:
{الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}.

---------------------
صحيح الأدب المفرد للألباني
باب الولد قرة العين ٦٠/١