الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

خولة بنت ثعلبة

(( خولة بنت ثعلبة ))

هل تعلمون من هي الصحابية خولة بنت ثعلبة؟؟

خولة بنت ثعلبة صحابية جليلة من الأنصار، وزوجة الصحابي المجاهد أوس بن الصامت، أخ الصحابي البطل عبادة بن الصامت، وقد اشتهرت خولة بأنها الصحابية الصابرة المؤمنة، التي نزلت فيها سورة المجادلة.

كانت خولة من ربات البلاغة والفصاحة والجمال، وعاشت مع زوجها حياة فقيرة معدمة، ولكنها كانت سعيدة وراضية بما قسمـه الله لها، وذات يوم وبينما خولة تصلي راكعة ساجدة، وما إن أنهت صلاتها حتى جاءها زوجها أوس مداعباً، فنفرت منه، فاحتار وتملّكه الغضب، فحرّمها على نفسه كما حُرّمت عليه أمه، وقال لها قول الجاهلية:
"أنت عليّ كظهر أمي"، وكان هذا القول في الجاهلية أشد أنواع الطلاق، إذ لا رجعة للزوجة فيه إلى زوجها، وعُرف باسم (الظهار).
فلما سمعت خولة هذا القول من زوجها تألّمت كثيراً، وذهبت إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، شاكية إليه يمين زوجها، قائلة له:
"إن أوساً تزوجني وأنا شابة مرغوب فيَّ، وبعد أن كبرتْ سني، ونثرتُ له ما في بطني، وكثُر ولدي، جعلني كأمّه، ولي منه صِبْيَةٌ صغار، إن ضمّهم إليه ضاعوا، وإن ضممتُهم إليّ جاعوا، أكلَ مالي، وأفنى شبابي، حتى إذا كبرتْ سنّي وانقطع ولدي، ظاهَرَ مني..."
قالت عائشة رضي الله عنها: ولم تزل تشتكي إلى رسول الله حتى بكيت وبكى من كان معنا من أهل البيت رحمة لها ورقة عليها، فبينما هي كذلك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه، نزل عليه الوحي، ونفسُ خولة تكاد تخرج خوفاً من أن تنزل الفرقة والأمر بالطلاق.
وبعد أن نزل الوحي سُرّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم وقال:
"يا خولة! قالت: لبيك، ونهضت إليه قائمة بفرح، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:أنزل الله فيك وفيه، -أي زوجها- ثم تلا عليها قوله تعالى:
 قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ* الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا اللائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ* وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ  (سورة المجادلة 1– 4).

ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: مُريه أن يعتق رقبة.
فقالت: وأي رقبة؟ والله ما يجد رقبة وما له خادم غيري.
فقال لها: مُريه فليصم شهرين متتابعين.
فقالت:
والله يا رسول الله ما يقدر على ذلك، إنه ليشرب في اليوم كذا وكذا وكذا مرة، وقد ذهب بصره مع ضعف بدنه.
 قال: مُريه فليطعم ستين مسكيناً وَسْقاً من تمر.
قالت: والله يا رسول الله ما ذاك عنده.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فإنّا سنعينه بعرق من تمر.
فقالت: وأنا والله سأعينه يا رسول الله بعرق آخر.
 فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم:
"أحسنتِ وأصبتِ فاذهبي وتصدَّقي عنه، واستوصي بابن عمك خيراً.
قالت: فعلت".

وذات يوم وبينما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خارجاً من منزله أيام خلافته استوقفته خولة طويلاً ووعظته قائلة له:
- يا عمر، كنت تدعى عُمَيْراً، ثم قيل لك عمر، 
ثم قيل لك يا أمير المؤمنين.. فاتّق الله يا عمر.. 
فإن من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب..
وعمر رضي الله عنه واقف يسمع كلامها بخشوع، 
فقيل له:
- يا أمير المؤمنين، أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف كله؟!
فقال عمر:
والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره ما زلت "إلا للصلاة المكتوبة".
ثم سألهم: أتدرون من هذه العجوز؟
قالوا: لا.
قال رضي الله عنه:
- هي التي قد سمع الله قولها من فوق سبع سماوات.. أفيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر؟!!"
رضي الله تعالى عنه وأرضاه وأرضاها.،،، 

👍هذا الذي يستحق ان يقال عنه من اروع ما قرأت...
 
تستحق التأمل ....

📚من تفسير سورة المجادلة للحافظ ابن كثير رحمه الله ..

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

ثقافة الزعل

(( ثقافة الزعل)) 
   مقال رائع :

مشكلتنا أننا نترك وسائل تعبيريه كثيرة ونختزل ردات فعلنا دائماً بالزعل !! ، 
وللأسف كثير من الذين يملكون نضجاً عقلياً لا يملكون نضجاً انفعالياً فيتعاملون مع المواقف التي تغضبهم بطريقة لا تليق بعقولهم الناضجة ، 
فالزعل هو ردة الفعل الوحيدة لأتفه المواقف!! .والبعض لا يعبر عن احتياجاته بشكل مباشر فيبحث عن الزعل لكي يلهث الآخر في البحث عن الاحتياجات ! ، وبعضنا يهرب من الخطأ الذي ارتكبه بافتعال زعل لأي سبب ، ولا تعجب أن ترى من يبحث عن الزعل ليحصل على شهوة الاسترضاء !.إننا بحاجة إلى إعادة صياغة الثقافة التي نتعامل بها مع خلافاتنا ، وأن نرفع من اللياقة النفسية بتحجيم الزعل في حياتنا إلى حدوده الدنيا ، فهذا حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام يخرج من حجرة عائشة ليلاً فتلحق به ورياح الشك تدفعها ونار الغيرة توهمها بأنه خرج لاحدى نسائه فتكتشف أنه يزور المقبرة داعياً لأصحابه فترجع بسرعة لكي لا يفتضح أمرها ويدخل عليها الرسول ونفسها ثائر وهي تتظاهر بالنوم ، فيسألها النبي فتنكر ثم يحاول فتعترف له الزوجة التي شكت في زوجها ، وخرجت من بيته بدون إذنه ، واقتصرت ردة فعل النبي على وضع يد حانية على صدرها مع دعاء من محب وجملة عتاب قصيرة  ينتهي الموقف في حينها .رحم الله تلك العجوز التي سمعتها تقول : ( لا يصبح الزعل عليكم ) كناية عن المدة التي لايجب أن يتجاوز فيها الزعل ٢٤ ساعة ، والرسول عليه الصلاة والسلام نهانا أن يمتد الهجر فوق ثلاثة أيام ، ونجد أسوأ الأحباب من يجيد فتح ملف الزعل ولا يجيد اغلاقه ، فالمدد الطويلة لهذه الحالات من الهجر تتغذى على جمال أرواحنا وتفتك بابتسامات نفوسنا.
الصفحات السوداء عندما تنتهي حالة الزعل الأولى أحرقها ، 
وإياك أن تُخزِن هذه الصفحات في ملف تفتح أرشيفه مع كل حالة زعل جديدة .
والمبادرة لإنهاء حالات الخصومة دلالة على اتساع القلب وقوة الحكمة وليست مؤشراً على ضعف الشخصية وامتهان الكرامة ،
فلا تخسر اجمل علاقاتك بأسباب تافهة 
وتأكد بأن الجميل سيرحل ان لم يجد الاحتواء الذي يرجوه
 والصبر وان طال سينفذ والحياه لاتتوقف على احد
👍من بادرك بتقبيل رأسك معتذرا فقبل يده شاكرا،،، 
دنيا صغيرة لاتستحق منا كل هذا  الهجر والزعل دام آخرتها قبر ،، جمعنا الله إخوانًا  متحابين في الله واسكننا ووالدينا وجميع المسلمين الفردوس الاعلى من الجنة.🌹.        منقول